في قلب كل واحدٍ منــا أمنــية وحلم، و في قلب
كل شخصٍ غـايةٌ يصبو لتحقيقهــا .. فمــا أجمله من قلبٍ ذاكَ الذي حطّت به
الطمــوحات والــآمال رحـالهـا، " والــأمل هو فـنٌ لـا تجيده إلّــا القلوب الواثِــقة
بالله تعــالى " .. هِي العبارة لتي حفظتها عن ظهر قلب، ومـازلت أرددهـا كلما
ضعفت عزيمتي أو شعرتُ بالوهَـن يدبّ في إرادتي ، وككُــل البشر .. لِي فــؤادٌ
زُرع بــأحلام جميــلة ورديــة، و كيَــانٌ لُـفّ بمطــالبَ استثنائيّـة، و رُوحٌ
تُمـسِي و تصـبح حـاملةً آمــالـاً و طمـوحاتٍ غير اعتيَـادِيّــــة .
لقـد تعلمتُ الكثير من "غـراهم بَــال"
حين قــال : « لـن أقول أني فشلتُ ألفَ مرة .. و لكنني اكتشـفتُ ألــف طريقةٍ
تـؤدّي للفشل » ، فمن المستحيل أن تجــد شخـصاً بــلا هاتف ، و لكن هل يمـكنُ
إيجــاد شخص يحصي جميـع محاولــات غراهم بــال غير النــاجحة لـاِختراع الهــاتف
؟؟ لَــقد واجه فشلــه بعزيمـة من حديد و صبر لــا نهايةَ له و لــا حدود، فقــط
لــأنّ خدمــة الــإنسـانية كانت غـايته، فالــإرادةُ و الصبر من أقوى أســباب
النجـاح، ومن ثَــمّ الـإصرار والثقة بالنفس ... تتضــاربُ الـأفكار في رأسي
حيــال سمـاع هذه الكلمــات، تـذكّرني كثيراً بأقوال قرأتـُـها فعلقــتْ
بمخيلــتِي، كقول جــان سيمـار : " غَــالباً ما نحقق الــأمور التي نرغبُ
فيهــا بشدة و نسعى إليهـا بإصرار، هــذا مـا يسميه النــاس السطحيون ..
الحَــــــــظ !" ، و قَــولِ آخــر : " مــا من شيءٍ على وجـه
البسيــطة إلــا و يمكنــك أن تملكــه بمجرد أن تـؤمِن بحقِــيقة أنك تستـطِيعُ
ذلك " .. فالــإنسان الطَّـمُوح بِــدون ثِقـة بالنفس كفــارسٍ بــدون ســلاح
أو مُســافرٍ بــلا زاد .
ومِمّــا
لـا شكّ فيه هو أنّ المثــابرَة والجد همــا سر نجاح السابقــين و ذوي الخبـرة و
الممــيزين، فلــو سـألتَ أصحـابَ التجارب نصِيــحَةً لكــان الــاِجتهـاد أوّل
مـا يوصيكَ به ؛ فَلكلّ إنســان هـدف، ولكن قِــلةٌ هم الذين يصــلون إلى
غــاياتهم، وجمِــيع الناس يُجيــدُون – بامتِيــاز – تشــييدَ الــأحلام في
مُخـلاتِهــمْ ، ولكن على قـدرِ أهل العزم تــأتي العزائم، فليس كل حــالمٍ بمحققٍ
حُلُــمَه لــأن الـأحــلام و الــأهداف لــا تُحقق لعـاجزٍ كســول .. إنّــما
لمُجــدٍ مثـابر كمـا تقول الحكْــمة : " سَـأل المُمــكن المستحِــيل : أين
تقِــيم ؟؟ فـأجــابه : في أحـــلام العـاجز
!!" .
ومِن منظـارٍ آخر .. قــد يكون الــإنسـان
مُسْتـعِداً تماماً و متحَمــساً لتحقيق غـايـاته، غير أنّه يُصــدم بواقع المجتمع
الذي يعيش فيــه، فالحيــاة لم تضعْ حــداً لمطـالِبنـا وأهدافنـا .. طمـوحـاتنا ورغبــاتنـا
، ولكن البشَــر فعَلُـــــوا .. رَســمُوا خَــطاً أحْــمر أمــام كل طَـمُوحٍ
حالم، فبعضُـهم يتفنّن في كبــت الــأفكار و دفْــن المواهــب و تكمِــيم
الــأفواه، وهــو مـا يثبّــطُ عزيمـة الشخص ويحطّ معنويـاته و يجعـله ناقماً على
المجتمع بمن فيــه .... و هُنا ينبغي مواجــهة هؤلــاء بالعمــل بالحكــمة التي
تقــول : " إذا كنتَ ريـــحاً .. فقـد لــاقيْتَ إعْـصاراً " .
بنيّ !هَــا هي ذي زهرة حيـاتكَ
تتفـتح ، و هـا أنتَ ذا قد صرتَ فِي سن الطــموح و الــأحلام .. فاغتــنم هذه
المرحــلة من حياتك في خدمــة وطنك بتجســيد طموحــاتك، واستغــل شبابك في البذل و
العــطاء قبل أن يدركــكَ صيفُ الذبــول فتـذهب سنوات شبــابك ســدى، اسْــعَ إلى
تحقيق أحــلامك لتعشْ لحظـاتِ المجْـد الجميــلة التي تَلــي كل تــألّقٍ و نجــاحٍ،
خُـــــطّ هذه الكلمـات في ذاكرتــك و اجْعــلها دومــاً نصــب عيْنَــيك "
لــا تقف مغـلُول اليدين على حــافة البحر، وتقــول : أنــا لــا أعرف السبــاحة "
.. فَقَــطْ ،،،، احـــــلم .. بَعْــدَهــا ............. حَقّقْ أحْــلامكْ !!
0 التعليقات:
إرسال تعليق