كما هو معلوم فان كلمة امراة تكتب دائما بتاء مربوطة ويوقف عليها حين القراءة بالهاء الا ان المدقق للخط العثماني في المصحف سيجد بعض الكلمات وقد كتبت بتاء مفتوحة على خلاف العادة رغم وجودها في كثير من المواضع الاخرى بتاء مربوطة
اليوم سنتناول كلمة امرأة والتي كتبت في سبع مواضع هكذا امرأت بتاء مفتوحة بدل المربوطة المعتادة فأين يكمن السر؟
وماهو التفسير؟ وهل هناك قاعدة لهذا ؟ وما السبب للكتابة بتاء مفتوحة بدل المربوطة
المواضع التي رسمت فيها تاء امرأة : تاءً مفتوحة - ت -
في سبع مواضع وهي
1.آل عمران 35 إذ قالت امرأت عمران
2. يوسف 30 امرأت العزيز تراود
3. يوسف 51 قالت امرأت العزيز
4. القصص 9 وقالت امرأت فرعون
5. التحريم 10 امرأت نوح
6. التحريم 10 امرأت لوط
7. التحريم 11 امرأت فرعون إذ قالت
ما عدا هذه المواضع فهي باتاء المربوطة - ة -
مثال : (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا..)
وكما نلاحظ ان كل امراة اضيفت الى بعلها كتبت بتاء مفتوحة-امرأت - ووقف عليها على لغة طيئ بالتاء وليس بالهاء وهو التفسير اللغوي الارجح وهو الاضافة الى البعل وكونها مضافا وهو مضاف اليه فحين ندقق في المواضع السبعة السابقة كلمة امراة دائما مضاف اليها بعلها وماعداها من كلمة امرأة في القرءان الكريم كتبت بتاء مربوطة يوقف عليها بالهاء.
والبعض اضاف عدة لطائف لاترقى لتكون قاعدة لثبات خلاف هذا كقولهم ان الزواج فتح ويسر ورزق فمن ذكر بعلها فقد فتح الله عليها وفتحت تاؤها من باب اللطيفة وفي القرءان خلاف هذا في كلمة امراة فتح الله عليها وكتبت بتاء مربوطة فالارجح ان السبب لغوي علته الاضافة الى البعل اضافة مباشرة والله اعلم
تفاسير اخرى
1. قيل رسمت على نية الوصل
لأنّها في الوصل تاء خاصة وأنّ الوقف عليها قبيح وممتنع فهو يفرق بين العامل ومعموله بين المضاف والمضاف إليه ورسمت بالهاء في مواضع أخرى خاصة النكرة التي يجوز في الأصل الوقوف عليها , ذكره السخاوي في (الوسيلة) شرحه على عقيلة الشاطبي في الرسم (دون التعليل بالوقف
2. وقيل بل رسمت على لغة من يقف عليها تاء
كما ينطق بها في الوصل , وهي لغة عامة العرب وقريش تقف عليها هاء , يقولون هذه جاريت وشجرت وخيمت ونعمت وسنت كلّ ذلك بالتاء ومنه قول الشاعر : الله نجّاك بكفّي مُسْلمتْ من بعدما وبعدما وبعدِ متْ
3. قول البصريين
يزعم البصريون أنّ ما رسم منها بالتاء فعلى الأصل وأنّ الهاء بدلا منها من أجل الوقف
قال الفراء : « والدليل على أنّها الأصل أنّك تقول : قامت وقعدت فتجد هذا هو الأصل الذي بني عليه ما فيه الهاء»
وقال السخاوي : « والدليل على أنّ التاء هي الأصل أنّ الإعراب إنّما يلحقها ...»
4.قول الكوفيين
يزعم الكوفيون أنّ ما رسم منها بالهاء هو الأصل لأنّه الأكثر والأشهر
« قال السخاوي : وقد قال قوم : الهاء في الأسماء المؤنثة هي الأصل ليفرقوا بينها وبين الأفعال فتكون الأسماء بالهاء والأفعال بالتاء »
ملاحظة
في القراءة اختلف في قراءة هذه التاءات فمنهم من وقف عليها بالهاء ومنهم من وقف عليها بالتاء كما هو رسمها بالتاء المفتوحة فقد
قرأ هذه التاءات كلّ من ابن كثير وابي عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن بالهاء وهي لغة قريش والباقون بالتاء وهي لغة طيء موافقين رسم المصحف.
المصادر
الوسيلة إلى كشف العقيلة , السخاوي على الشاطبي , دار الصحابة بتحقيق د: نصر سعيد
دليل الحيران على مورد الظمآن , المارغني على الخلراز , دار الكتب العلمية
سمير الطالبين , محمد علي الضباع , المكتبة الأزهرية التراث
إتحاف فضلاء البشر للدمياطي , دار الكتب العلمية
موقع تفسير نت واقتباس بعض ماورد فيه
بقلم ساحق
نشكر الاخ العزيزغولدن على طرحه السؤال وفتحه للموضوع كما نشكر ايضا الاخ الكريم الرائع اورفرا على اثرائه للنقاش
وقد تم اعتماد هذا الموضوع للمناقشة في حوار ليلة الجمعة 23 اكتوبر 2014
0 التعليقات:
إرسال تعليق