أكتب وعبر عن أفكارك

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على اله و صحبه الغر الميامين أما بعد فقد اخترت أن أكتب اليوم نثرا أعبر فيه عن نظرتي للكتابة و اللغة وعن واقع أهملنا فيه ثقافتنا وتركنا فيه القلم فبين المشاعر و الكتابة علاقة تشبه العلاقة بين البضاعة و التاجر.فلو كانت لك بضاعة و لم تبعها ستكسد وتضيع . كذلك الأحاسيس و المشاعر فإن لم تستطع ترجمة إحساسك إلى نص أو قصيدة سيعاني قلبك عبئ ما تشعر به ويضيع إلهامك و حقك في التعبير و تحرم من الإبداع و الفرجة و التخفيف على النفس و القلب.

إن التعبير عن ما يخالجك من أفكار و أحاسيس لا يحتاج إلى موهبة. فالموهبة ليست شرط من شروط الكتابة و لكن العواطف و الإرادة هي من تدفعك وهي من تملى عليك النص أو البيت فيجب أن لا تبخل على نفسك و يجب أن لا تستصغر فكرتك بل يجب أن تثق في حقك الأدبي وتكتب كل ما سنحت لك الفرصة خاصة ونحن الآن في عصر التكنولوجيا و المعلوماتية و الانترنت فالعالم أصبح قرية و الشعوب صارت أكثر تقاربا وتعارفا والكل يطلع على ثقافة الآخر فكن مساهما في زيادة رصيد الثقافة العربية فأنت تكتسب لغة الإبداع و الجمال ولغة المعرفة و الفصاحة و لغة القران الكريم فلا تدع الفرصة لأعداء اللغة و الثقافة في أن ينالوا من إرادتك و أن يستهزئوا من كتابتك فالمعطوب فكريا يريد أن يري كل الناس معطوبين و الجامح عن الثقافة و المعرفة يريد أن يستنقص من همم المثقفين ويريد أن يقضي على فكرة المبتدئين وهي في المهد .

أخي و أختي يا من تقرؤون من موقع الثقافية لا تدعون فكرتكم لغيركم فمهما حاول الغير لن يطرحوها كما نشأت في مخيلتكم أو انتفضت في قلوبكم فأثبتوا عن كيانكم ووجودكم بكتابتكم ومشاركتكم وانزعوا عنكم الحياء السلبي فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ فلكل لديه عيوب لغوية و شعرية حتي كبار الأدباء في العالم لم يزدادوا بأفكارهم ولغتهم ولكنهم اكتسبوا وصححوا وثابروا فنالوا ثمار جهدهم و إرادتهم واحترمهم الناس.

أخي القارئ أُكتب ولو سطرا تعبر فيه عن أفكارك ورؤيتك للحياة.أكتب و لو جملة تعبر فيها عن مشاعرك اتجاه شخص تحبه أو رأي تدافع عنه.أكتب أو حاول كتابة بيت تعبر فيه عن غضب أو عتاب أو حب أو مدح أو اعتزاز أو أي شيء. أكتب فالجزائر تحتاج لقلمك و فكرك. أكتب و قاوم من يريد أن يطمس هوية الشعب الجزائري وفكره و ثقافته. أكتب من أجل أشعار مفدى زكريا .أكتب من أجل ابن باديس و البشير الإبراهيمي و العربي التبسي و مبارك الميلي. أكتب من أجل مالك بن نبي .أكتب من أجل تاريخنا العظيم وقاوم من أرادوا طمس اللغة العربية و تجهيل الشعب للغته و دينه حتي يسهل عليهم قيادته كالقطيع . أخي العزيز يجب أن تدرك أننا في الجزائر لازلنا في حرب فكرية ولغوية مع أذناب فرنسا ولكننا من دون الأدباء و اللغويين و العلماء من أمثال الرعيل الأول لكن فرصتنا هي الثبات و المثابرة و أنا لست ضد أي لغة أو فكر بل يسرني أن أكتسب ثقافة أو أن أطلع على أفكار الآخر لكن ما يروجه أذناب فرنسا نعرف غايته فمن يريد أن يتعرف على ثقافة الآخر يجب أن يعرف ثقافته وجذوره وكيانه فنحن لا نريد أن نكون دخلاء أو قطعان للأمة الفرنسية فلأولى أن يتعلم العربي عروبته وثقافته و أن يتعلم الأمازيغي لغته لا أن نرتمي إلى أحضان الآخر حتي و إن اكتسبوا التكنولوجيا و الحضارة فالإنسان الأصيل و المعاصر هو من تحترمه الشعوب هذا و الله أعلم و أستغل الفرصة أن أشكر القائمين على هذا الموقع الكريم الأخ ساحق و الأخت نور وهيام وأخر دعوانا أن الحمد لله ربي العالمين.

الأربعاء, يناير 14, 2015